سفارة موريتانيا في الجزائر تنظم حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 64 لعيد الاستقلال الوطني
نظمت سفارة موريتانيا في الجزائر ليلة البارحة (مساء الجمعة) حفل استقبال بمناسبة الذكرى الـ 64 لعيد الاستقلال الوطني والذي يصادف 28 من شهر نوفمبر من كل عام.
وتميز الحفل بحضور كبار المسئولين في الجزائر، وسفراء الدول العربية والأجنبية بالجزائر وجمع غفير من أفراد الجالية الموريتانية المقيمة بالجزائر.
ورحب سعادة السفير الموريتاني بالجزائر سيدي محمد عبد الله، خلال خطاب ألقاه بهذه المناسبة بالحضور شاكرا إياهم على التفضل بالمشاركة في احتفال الذكرى (64) لعيد استقلال موريتانيا.
وقال السفير أن هذه المناسبة المشبعة بمعاني العزة والشموخ، تخلد ذكرى لحظة تحول حاسم في المسار التاريخي للشعب الموريتاني ، لحظة جلاء المستعمر وإعلان نشوء الجمهورية الإسلامية الموريتانية في 28 نوفمبر 1960م .
إن للاستقلال معاني كثيرة، وسياقات متعددة –يضيف السفير- فهو سياسي، بالموقف والقرار، وثقافي بحفظ الهوية واللسان، واقتصادي بالتطور والإنماء .
وحييا سعاة السفير تضحيات ابطال المقاومة الموريتانية ضد المستعمر، مذكرا بما بذلته المقاومة الوطنية، بشقيها المسلح والثقافي، والتي ابلت بلاء حسنا في مواجهة الاستعمار بالبندقية والسيف، بالمواجهة والمقاطعة، وبالفكر والقلم، حتى انكسر الغزو العسكري، وانحسرت الهيمنة الثقافية والسياسية، وظلت بلادنا نقية أصيلة، محافظة على هويتها المميزة التي اشتهرت بها طيلة 10 قرون، كمنارة علم ورباط فتح، ومنطلقا لنشر الاسلام في عموم منطقة الساحل والغرب الإفريقي، مواصلة لعطائها وإشعاعها الحضاري، سائرة على درب مواكب العلماء الأجلاء الشناقطة.
وقال السفير “ونحن إذ نستحضر ماضينا المجيد وإرثنا الحضاري التليد، اعتزازا بتضحيات أبطال المقاومة عسكريا وثقافيا، وبالدور الكبير الذي قام به رموز التأسيس وقادة الاستقلال، فإننا كذلك نفخر بما حققه شعبنا من انجازات ثابتة نحو بناء مستقبل واعد، متسلحا بإرادة لا تلين وبحكمة قائد البلاد فخامة رئيس الجمهورية السيد/ محمد ولد الشيخ الغزواني الذي بعث انتخابه لعهدة جديدة في 1 يوليو 2024 أملا واسعا لدى كل الموريتانيين وخاصة الطبقات الأكثر هشاشة من المجتمع المتطلعة إلى العيش الكريم في كنف العدل والمساواة” .
واستعرض سعادة السفير ما تضمنه البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية (طموحي للوطن)، الذي نال إجماع الموريتانيين بكافة من خطط وبرامج هادفة تتمحور حول بناء دولة القانون، وتقريب الخدمات من المواطنين، وإعادة توجيه الاقتصاد نحو الإنتاج، وإحداث تحول عميق من أجل خلق نهضة تنموية شاملة اعتمادا على ما حبانا الله به من موارد وفيرة، وما تزخر به بلادنا من قدرات بشرية وطاقات شابة طموحة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التماسك الوطني، وتطوير رأس المال البشري، من خلال إرساء مناخ سياسي يطبعه الهدوء والتشاور بين مختلف الفاعلين السياسيين موالاة ومعارضة حول كافة القضايا الوطنية الكبرى .
وتطرق سعادة السفير في خطابه إلى ما تشههد العلاقات الموريتانية الجزائرية من ديناميكية وحيوية كبيرة وتطورا متسارعا في شتى المجالات وعلى مختلف الأصعدة، تجسيدا للإرادة السياسية القوية لقائدي البلدين فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وسيادة الرئيس عبد المجيد تبون من أجل بناء شراكة استراتيجية فاعلة وشاملة تكون نموذجا رائدا في المنطقة خدمة لمصالح البلدين في تحقيق التنمية والتكامل.
ففي المجال السياسي- يقول السفير- يوجد تطابق تام لوجهات النظر حيال مختلف القضايا الاقليمية والدولية بفضل التنسيق والتشاور السياسي المستمر وتبادل الزيارات على أعلى مستوى بين كبار المسؤولين في البلدين.
وأضاف أنه وفي المجال الاقتصادي حقق التبادل التجاري قفزة نوعية خلال العام المنصرم مسجلا نموا قياسياً في حدود 82٪ مقارنة مع سنة 2022 م مسجلا أكثر من 480 مليون دولار.
وأشار إلى أن هذ التطور في علاقات البلدين الشقيقين يحدث بالتزامن مع إطلاق مشاريع استراتيجية عديدة لإقامة بنية تحتية مشتركة من شأنها أن تساهم بشكل كبير في رفع التبادل التجاري في الأفق القريب، وأن تمهد لإقامة استثمارات وشراكات متنوعة تقود إلى تحقيق تكامل اقتصادي بين البلدين، وعلى رأس هذه المشاريع الطريق الرابط بين مدينة تندوف الجزائرية ومدينة ازويرات الموريتانية وفتح المعبرين الحدوديين وتجهيزهما بكافة المستلزمات الإدارية واللوجستية لتسهيل وتسريع حركة البضائع والأشخاص، بالإضافة إلى منطقة التبادل الحر بين البلدين والتي ستساهم في تنمية المناطق الحدودية وزيادة التبادلات التجارية البينية، حيث يعمل البلدان على تفعيل نظام المقايضة وتوسيع قائمة السلع المعنية بهذه التجارة، وذلك في إطار اتفاق تجاري تفاضلي يتم إعداده حاليا بين وزارات التجارة والمالية في البلدين.
كما تم فتح فروع لبنك الاتحاد الجزائري في نواكشوط ونواذيبو- يقول سعادة السفير- لتسهيل المعاملات التجارية بين المتعاملين الاقتصاديين الموريتانيين والجزائريين وتعزيز ربط البلدين بخطوط تجارية بحرية وجوية منتظمة وتفعيل عمل اللجنة الجمركية المشتركة لتيسير عملية التبادل على الحدود وتذليل كافة العراقيل التي تحول دون انسيابيته بالإضافة إلى تفعيل مجلس رجال الأعمال المشترك لتعزيز الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين.
ونوه سعادة السفير في المجال الثقافي والعلمي بمستوى التبادل في هذا المجال الحيوي، حيث ساهمت الجزائر مشكورة في تكوين آلاف الطلبة الموريتانيين في مختلف المجالات والتخصصات العلمية سواء في مجال التعليم العالي أو التكوين المهني، وتصل الحصة الرسمية إلى 380 منحة دراسية سنويا.
وخلص إلى القول أن الايمان المتبادل بوحدة الهدف والمصير، وما يجمع البلدين من روابط ووشائج متينة متجذرة بحكم الجغرافيا والتاريخ المشترك، والآفاق الواعدة والفرص الكبيرة المتاحة أمامنا تضع على البلدين الشقيقين مسؤولية جسيمة من أجل تطوير التعاون والدفع به في كافة المجالات تجسيدا للرؤية المستنيرة لقائدي البلدين وتحقيقا لتطلعات الشعبين الشقيقين الموريتاني والجزائري.
وأشار سعادة السفير إلى أن مناسبة تخليد عيد الاستقلال الوطني وما ترمز إليه تمثل وقفة إجلال وإكبار لتحية صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وثباته في وجه آلة الخراب والقتل والدمار الإسرائيلية والتنديد بما يتعرض له منذ أزيد من عام من عدوان سافر وحصار جائر وسفك متواصل للدماء وهو ما يشكل بحق جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وأوضخ أن دعم القضية الفلسطينية يمثل أحد ثوابت السياسة الخارجية الموريتانية ومرتكزا أساسيا لها، مذكرا بالموقف الثابت من هذه القضية والمتمثل بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار توطئة للشروع في إيجاد حل عادل ودائم وسريع يضمن حق الشعب الفلسطيني المشروع في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفقا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما عبر سعادة السفير عن التضامن الكامل مع الشعب اللبناني الشقيق والترحيب بوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، مطالبا بتطبيق القرار 1701 وضرورة احترام السيادة اللبنانية.
واختتم سعادة السفير خطابه بالشكر والامتنان للحضور الذي شارك السفارة عيد الاستقلال الوطني، مهنئا أفراد الجالية الموريتانية في الجزائر بهذه المناسبة الغالية، سائلا المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان وينعم عليها بمزيد من التطور والنماء.