أشرفت السيدة الأولى الدكتورة مريم الداه، صباح اليوم الخميس بالمركز الدولي للمؤتمرات ” المرابطون”، على تخرج الدفعة الخامسة من مركز صافيا.
وتتكون هذه الدفعة التي تلقت تكوينا على مدى عام دراسي من 300 طالبة موزعات على خمسة تخصصات هي الصحافة واللغات واكتشاف العالم والمعلوماتية والتجميل وصناعة الصابون والتغذية الصحية والزراعة الحضرية إضافة إلى الخياطة.
وتابعت السيدة الأولى خلال الحفل فيلما مصورا عرض بالتفصيل إنجازات هذا المركز ومجالات تدخله، وآفاقه المستقبلية بجعله فضاء رائدا ومفتوحا أمام الشباب والنساء لتمكينهم من أدوات التغيير الإيجابي من خلال تعزيز التكوين المهني والتقني لفائدة الشباب وخاصة الفتيات، في المجالات الواعدة مثل التكنولوجيا وريادة الأعمال، والحرف اليدوية الحديثة، وإطلاق برامج مواطنة ومبادرات مدنية تستهدف تعزيز المشاركة في الحياة العامة، وتطوير الحس القيادي لدى الفئات الشابة، وبناء شراكات مستدامة مع منظمات وطنية ودولية.

وأبرزت السيدة الأولى خلال تصريح في ختام الحفل أهمية كل مبادرة تساهم في دمج وتأطير الفتيات وتعزيز ولوجهم لسوق العمل، خاصة الفتيات ضحايا التفكك الأسري والتسرب المدرسي، مثمنة المجهود الجبار الذي تقوم به هذه الجمعية في هذا المجال.
وأكدت ضرورةَ العمل على مساعدة هؤلاء الشباب ودفعهم للمشاركة الفعالة في الحياة النشطة.
وأشادت بالجهود التي تقوم بها الحكومة الموريتانية لدعم الفئات الهشة من المجتمع، وعلى دعمها ومؤازرتها لهذه الجمعية للقيام ببرامجها وخططها في هذا المجال.
و أوضح معالي وزير تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، السيد محمد عبد الله ولد لولي،في كلمة خلال الحفل أن برنامج فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، “طموحي للوطن”، يهدف إلى إطلاق إصلاحات جريئة من أجل توفير بيئة تمكن الشباب من الإسهام الفاعل في النمو الاقتصادي والتنمية الوطنية، وهو ما عكسته السياسة العامة للحكومة وبرامجها.
وأشار إلى أن تمكين الشباب يتم وفق المقاربة التي اعتمدتها الحكومة، والتي ترتكز على خمسة محاور، من بينها المشاركة الاقتصادية من خلال سياسات التشغيل والاستثمار في البنية التحتية، التي تعد أساسا لا غنى عنه لفتح آفاق التنمية أمام شبابنا، بالإضافة إلى المشاركة السياسية وبرامج الخدمة المدنية التي يتم تنفيذها من قبل القطاع.
وبين أن صالون التشغيل استعرض برنامج القطاع في مجال التشغيل من خلال عرض ما تم تحقيقه من إنجازات في مجالي الشباب والرياضة، حيث يتم حاليا إنجاز مسبح أولمبي بسعة 1000 مقعد، وبناء وتجهيز ملاعب في منطقتي الميناء والسبخة، إضافة إلى إنشاء قاعة متعددة الاستخدامات في مقاطعة عرفات، فضلاً عن إعادة تأهيل عدد من دور الشباب.
وأضاف أن إدراج مركز صافيا ضمن قائمة المؤسسات ذات النفع العام يعد مكسبا بالغ الأهمية، ويمثل دفعة قوية لقدرات هذه المؤسسة الواعدة.
وكان رئيس مركز صافيا، السيد حم صوفي، قد أوضح في كلمة قبل ذلك، أن المركز، بعد سنوات من الجهد، يتوّج اليوم باعتراف الدولة به واعتماده مركزا ذا نفع عام، وذلك بفضل التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل تمكين أجيال المستقبل من التمسك بقيم التآزر والمساواة والعمل، وهي الأهداف التي يسعى مركز صافيا إلى تحقيقها.
وأضاف أن حضور السيدة الأولى اليوم يمثل رسالة رمزية قوية واعترافا رسميا بدعم الدولة لقضايا الشباب عموما، والنساء خصوصا، فيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي والتكوين المهني، حيث يعد تقديرا حقيقيا لجهود المبادرات الشبابية التي تنبع من الميدان وتحدث أثرا ملموسا في حياة الناس، وتشجيعا للمجتمع المدني على الاستمرار في العمل، مع التأكيد على أن أصواتهم مسموعة ومقدرة في أعلى هرم الدولة.
وبيّن أن المركز استطاع بناء شراكات مستدامة مع منظمات وطنية ودولية من أجل توسيع دائرة التأثير وتوفير فرص أكثر للتكوين والعمل، وتوسيع خدمات المركز لتشمل ولايات ومناطق جديدة داخل موريتانيا، مع التركيز على المناطق الهشة.
وأشار إلى أن المركز يسعى إلى إرساء فضاء دائم للحوار والتبادل الثقافي بين مكونات المجتمع، ترسيخًا لقيم التسامح والمواطنة بين فئات المجتمع.
نشير إلى أن مجلس الوزراء اعتمد خلال اجتماعه أمس مشروع مرسوم تم بموجبه الاعتراف بجمعية مركز صافيا التي تم انشاؤها سنة 2019 كجمعية ذات نفع عام، بما يخولها الاستفادة من الامتيازات التي تتمتع بها الجمعيات ذات النفع العام.
جرى حفل التخرج بحضور كل من وزير التكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، ووالي نواكشوط الغربية، وحاكم مقاطعة تفرغ زينه، وعمدة بلديتها.