يبدأ المبعوث الأممي الجديد، ستيفان ديمستورا، جولته الأولى للمنطقة في ظل ظروف جديدة ميزها استئناف الحرب نتيجة خرق المغرب لوقف إطلاق النار وعرقلة جهود الأمم المتحدة واعتدائه على المواطنين الصحراويين في الكركرات يوم 13 نوفمبر 2020 وتقاعس مجلس الأمن عن دوره في استكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا.
وكالة الأنباء الصحراوية تقدم بالمناسبة جردا لأبرز المحطات والاتصالات التي جرت بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية منذ أول اتصال بينهما 1979 بالعاصمة المالية باماكو، مع التركيز على نتائج المفاوضات والعراقيل المغربية التي تعترض سبيل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا مسجلة لدى الأمم بين الأقاليم التي لم تتمتع بعد بالاستقلال وتقرير المصير، في سنة 1979 استضافت العاصمة المالية باماكو أول لقاءات سرية بين جبهة البوليساريو ووفد عن الحكومة المغربية، دون نتيجة تذكر.
منذ سنة 1982 إلى سنة 1985 بدأت مرحلة المفاوضات غير المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب وهو ما عرف ب” المساعي الحميدة ” تحت إشراف منظمتي الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية، خلال سنة 1983 جرت لقاءات مباشرة بين وفدي عن جبهة البوليساريو والمغرب بالجزائر.
– 12 يونيو 1983 عقد القمة 19 لمنظمة الوحدة الإفريقية والتي تبنت بالإجماع وبحضور المغرب، القرار 104 الذي يدعو طرفي الصراع، المغرب و جبهة البوليساريو، الدخول في مفاوضات مباشرة قصد الوصول إلى اتفاق لوقف القتال وتوفير الظروف الملائمة لتنظيم استفتاء حول تقرير مصير الشعب الصحراوي دون أية شروط إدارية أو عسكرية وتحت الرعاية المشتركة لمنظمة الوحدة الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة.
– 1985 منظمة الأمم المتحدة تتبنى الخطة التي أعدتها منظمة الوحدة الإفريقية لحسم المسألة عبر استفتاء تقرير المصير وتتكفل المنظمتان بالإشراف على تنظيم ومراقبة العملية بصفة مشتركة، وتدعوان للمفاوضات بين الطرفين.
منذ سنة 1987 بدأت جهود مشتركة بين الأمم المتحدة والوحدة الإفريقية، بزيارة أاول بعثة تقنية لدراسة المعطيات الديمغرافية واللوجستيكية قصد التحضير لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية .
في 1989 وإثر تصريحات لملك المغرب الحسن الثاني لجريدة le point الفرنسية قال فيها أن أبواب قصره مفتوحة أمام البوليساريو، قررت هذه الأخيرة إيفاد وفد التقى بالملك المغربي بمراكش وقال كلمته الشهيرة ”المغرب تمكن من السيطرة على الأرض لكنه لم يفلح في كسب قلوب أاهل الصحراء الغربية “
– 30 غشت 1991: مجلس الأمن يتبنى خطة التسوية التي كانت ثمرة لمفاوضات طويلة، الخطة رسمت بهدف تنظيم استفتاء تقرير المصير في أجل ثمانية شهور (سبتمبر 1991 حتى يناير 1992) حيث تم إنشاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) ولجنة لتحديد هوية الناخبين، وتحديد يوم 6 سبتمبر لبدء سريان وقف إطلاق النار وانتشار مراقبي الأمم المتحدة على جانبي الجدار.
– ديسمبر 1991 الأمين العام للأمم المتحدة بيريز دي كويلار، في مواجهة المصاعب ورفض المغرب، يقدم تقريرا يعرض فيه خمسة معايير لتحديد هوية الناخبين، وقد مثل هذا أول تجاوز مقارنة مع خطة التسوية التي اعتبرت المرجعية في تحديد هوية الناخبين، الإحضاء الإسباني لسنة 1974. ومن هنا تبدأ العراقيل المغربية والتنصل من الالتزامات الموقعة في إطار مخطط التسوية الأممي الإفريقي قصد تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
- 17 إلى 19 يونيو 1993 السيد صاحب زاده يعقوب خان، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة السيد بطرس بطرس غالي، ينظم بالعيون المحتلة ولأول مرة مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو.
– 25 /10/ 1993فشل محاولات تنظيم جولة ثانية لمفاوضات مباشرة بين المغرب والبوليساريو بنيويورك بسبب العراقيل المغربية.
– 28 /08/ 1994 وبعد قبول جبهة البوليساريو للمعايير الخمس والمتمثلة في توسيع الهيئة الناخبة انطلقت عملية تحديد هوية الناخبين في الاستفتاء وبمشاركة شيوخ تحديد الهوية حسب الإحصاء الإسباني ومراقبين من الطرفين.
– 25 فبراير 1995 فرانك رودي رئس لجنة الهوية بعد استقالته يقدم تقريرا أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، يفضح العراقيل المغربية التي تعرض لها أثناء عمله مع اللجنة.
- ديسمبر 1995 توقف عملية تحديد هوية الناخبين بسبب إصرار المغرب على توسيع آخر لهينة الناخبين.
– يوليو 1996 تنظيم لقاء سري بجنيف بين وفد عن البوليساريو والسلطات المغربية، لكن دون جدول أعمال محدد، نتج عنه اتفاق لمعاودة اللقاء في شهر سبتمبر.
– 1996 (نهاية سبتمبر) تنظيم اللقاء المبرمج بجنيف اتفق على إثره على مبدأ مقابلة وفد البوليساريو لملك المغرب نهاية السنة، التقى الوفد مع ولي العهد الذي هو محمد السادس، كون الحسن الثاني حسب وزير الداخلية والمشرف على اللقاءات الصحراوية المغربية منذ 1978، كان في فترة نقاهة.
– مارس 1997 الأمين العام الأممي، السيد كوفي عنان يعين السيد جيمس بيكر مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء الغربية – جيمس بيكر يحدد مهمته على ثلاث مستويات: مدى إمكانية تنفيذ خطة التسوية، إعادة صياغة الخطة،صياغة بديل آخر لها
– 10 إلى 11 يونيو1997 تنظيم جيمس بيكر لمشاورات منفصلة بلندن مع جبهة البوليساريو، المغرب، وبحضور الجزائر وموريتانيا بصفتهما مراقبان.
– 23 يونيو 1997 محادثات مباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب في لشبونة تحت إشراف جيمس بيكر، بحضور الدولتين المراقبتين لمسار التسوية، الجزائر وموريتانيا.
– 19 إلى 20 يوليو 1997 تنظيم جولة ثانية من المحادثات بين جبهة البوليساريو والمغرب بلندن تحت إشراف جيمس بيكر بحضور الجزائر وموريتانيا كمراقبين.
– 29 غشت 1990 تنظيم جولة ثالثة من المحادثات على نفس الشكل بلشبونة.
– 14 إلى 16 سبتمبر1997 الجولة الرابعة للمحادثات تعقد بهيوستن (الولايات المتحدة) تشهد توقيع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية على اتفاقيات متضمنة ترتيبات وآليات تنفيذ خطة التسوية منها “إعادة بعث عملية تحديد الهوية، البدء في تنفيذ خطة التسوية، تجميد نشاط القوات العسكرية، إطلاق سراح أسرى الحرب، عودة اللاجئين ، الاتفاق على سلطة الأمم المتحدة بالإقليم خلال الفترة الانتقالية، عملية تحديد الهوية وتنظيم الاستفتاء
-01 ديسمبر 1997 إعادة تفعيل عملية تحديد الهوية. وقد عالجت هذه العملية 148.000 طلبا، وأدخلت أعدادا كبيرة للطلبات من طرف المغرب.
– أكتوبر 1998 : منظمة الأمم المتحدة تعرض على الطرفين مجموعة من البروتوكولات المتعلقة بعملية تحديد الهوية ودراسة الطعون.
– نوفمبر 1998 مشروع بروتوكول مقدم من طرف المحافظة السامية للاجئين بخصوص إعادة اللاجئين الصحراويين إلى ديارهم يعرض على المغرب، جبهة البوليساريو، والطرفين المراقبين الجزائر وموريتانيا.
– أبريل ، ماي 1999 جبهة البوليساريو والمغرب تقبلان رسميا، بعد مفاوضات، بروتوكولات وتعليمات خاصة بإتمام عملية تحديد الهوية وعملية معالجة الطعون.
– 15 /07 / 1999 نشر القسم الأول من قائمة الناخبين الذين تم قبولهم من طرف لجنة تحديد الهوية كناخبين للتصويت في الاستفتاء ( 84.251 ناخب).
– 13 سبتمبر 1999 مجلس الأمن يتبنى اللائحة رقم 1263 معبرا في محتواها عن أمله ألا تتحول عملية معالجة الطعون إلى عملية ثانية لتحديد الهوية.
– نوفمبر 1999 المحافظة السامية للاجئين تنهي عملية التسجيل التي شرع فيها العام 1997 بحيث بلغ عدد اللاجئين 107.149.
– 17 يناير 2000 نشر القسم الثاني من القائمة المؤقتة للطعون (بعد أن جرت عملية تحديد الهوية في أكثر من مدينة مغربية)
– 11 إلى 18 أبريل 2000 يقوم جيمس بيكر بجولة في المنطقة يقرر على إثرها إجراء محادثات مباشرة بين طرفي النزاع.
– 14 /05/ 2000 يشرف جيمس بيكر على تنظيم محادثات مباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو في العاصمة البريطانية لندن بحضور الطرفين المراقبين الجزائر وموريتانيا. – 28 يونيو 2000 جولة ثانية من المحادثات بلندن.
– 21-27/ 07 / 2000 لقاء بجنيف بين المغرب وجبهة البوليساريو حول تدابير الثقة مع ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لمسألة الصحراء الغربية.
– 28 /09 / 2000 جولة رابعة من المحادثات ببرلين في غياب وفد المغرب.
– ممثل المغرب إلى المفاوضات يصرح بأن المسألة في طريق مسدود، لأسباب مبدئية وليس بسبب تفاصيل، مقترحا للمرة الأولى فكرة حل في إطار سيادة مغربية ومن جديد يتضح عدم جدية المغرب في البحث عن حل عادل ونزيه لمشكلة احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية.
– في ماي 2001 جيمس بيكر وأمام التنصل الصريح للمغرب من خطة التسوية حاول جاهدا البحث عن مقترحات جديدة وعرضها على طرفي النزاع لكن تلك الجهود باءت بالفشل.
– نوفمبر 2001 الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى لائحة حول الصحراء الغربية تؤكد في محتواها، على غرار الدورات السابقة، تمسكها بتنفيذ خطة التسوية واتفاقيات هيوستن.
– 29 يناير 2002 تبعا لعقود تنقيب عن البترول الموقعة بين المملكة المغربية وشركات أجنبية، المستشار القانوني لمنظمة الأمم المتحدة يقدم لمجلس الأمن رأيه في إفادة قانونية يقول فيها ” أنه ليس للمملكة المغربية أية سلطة إدارية، وأن اتفاقيات مدريد لم تقم بنقل أية سلطة لأي من الجهات الموقعة، بأن وضع الصحراء الغربية بصفتها إقليما غير مستقل لا يزال ساريا وأن أي استغلال للثروات الطبيعية في هذا الإقليم بدون موافقة الشعب الصحراوي يتنافى ومبادئ القانون الدولي.
– 19 فبراير 2002 الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة السيد كوفي عنان يقدم تقريرا لمجلس الأمن ويقترح فيه بعض الخيارات لحل الخلاف بين طرفي النزاع.
– أبريل 2004 في مذكرة للأمين العام للأمم المتحدة، المغرب يعلن رسميا “بأن فكرة استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية” باتت متجاوزة بالنسبة للرباط.
- 06 نوفمبر 2004 جيمس بيكر يقدم استقالته من ملف الصحراء الغربية بصفته مبعوثا شخصيا للأمين العام في الصحراء الغربية.
– أبريل 2007 جبهة البوليساريو تقدم للأمين العام للأمم المتحدة مشروع مبادرة لحل نزاع الصحراء الغربية في تزامن مع تقديم المملكة المغربية لمقترحها المسمى الحكم الذاتي بالصحراء الغربية
– 30 أبريل 2007 مجلس الأمن يصدر اللائحة 1754 يدعو من خلالها جبهة البوليساريو والمملكة المغربية إلى الشروع في مفاوضات دون شروط مسبقة من أجل التوصل لحل سياسي يفضي إلى تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حق تقرير المصير.
– 18 و 19 يونيو2007 تنظيم الجولة الأولى من المفاوضات بمنهاست تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة، السيد ببتر فان والسوم.
– 10 و11 غشت 2007 الجولة الثانية
– يناير 2008 الجولة الثالثة من تلك المفاوضات بمنهاست قرب نيويورك
– 15 مارس 2008 عقد الجولة الرابعة من المفاوضات بمنهاست قرب نيويورك دون إحراز تقدم ملموس.
– يناير 2009 الأمين العام للأمم المتحدة يعين الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس مبعوثا شخصيا إلى الصحراء الغربية خلفا للسيد بيتر فان والسوم الذي أظهر تعاطفا مع الأطروحة المغربية عقب التصريحات التي صدرت عنه.
– 10 و11 غشت 2009 المبعوث الأممي الجديد يشرف بدورنشتاين النمساوية على أول اجتماع غير رسمي بين وفد عن جبهة البوليساريو وآخر عن المملكة المغربية بحضور البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا.
– يناير 2010 الأمين العام للأمم المتحدة يحدد يومي 10 و11 فبراير لعقد الجولة الثانية من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية بمقاطعة ويست شيستر قرب نيويورك.
– عقدت الجولة الرابعة من المحادثات غير الرسمية في الفترة من 16 إلى 18 ديسمبر 2010 في نفس مكان الجولة الثالثة.
– عقدت الجولة الخامسة من المحادثات غير الرسمية في الفترة من 21 إلى 23 يناير 2011 في نفس مكان عقد الجولتين السابقتين.
– عقدت الجولة السادسة من المحادثات غير الرسمية في المليحة، مالطة، في الفترة من 07 إلى 09 مارس 2011 بمساعدة لوجستية من حكومة مالطة، دون تحقيق تقدم جوهري، والتأمت الجولة السابعة من تلك المفاوضات بمنهاست من 5 حتى 7 يونيو 2011 ثم الجولة الثامنة التي التٲمت 20 و21 يونيو بمنهاست 2012 .
وفي سنة 2017 استقال المبعوث الشخصي كريستوفر روس، وقبل ذلك رفض المغرب استقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي زار الأراضي الصحراوية المحررة ووصف التواجد المغربي في الصحراء الغربية بأنه احتلال؛ ليقوم النظام المغربي بطرد المكون المدني لبعثة المينورسو من الصحراء الغربية المحتلة.
وفي سنة 2018 عين الأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الألماني الأسبق هورت كوهلر الذي أشرف على جولتين من المفاوضات التأمت في جنيف 2019/2018 لكنه وجد نفسه في مواجهة تعنت المغرب فقدم استقالته مبكرا .
ومع استقالة كوهلر بقي الملف يراوح مكانه بسبب العراقيل المغربية من جهة، والتقاعس الأممي من جهة أخرى، بحجة عدم إيجاد شخصية وازنة تدير الملف.
وبين هذا وذاك يبقى الشعب الصحراوي متمسكا بحقه المشروع في الحرية والاستقلال، بكل السبل المشروعة بما فيها الكفاح المسلح.
( واص )